الجمعة، 28 سبتمبر 2012

قصيدة حب من الواقع الحقيقي


ويومٍ في الطريق هنا التقيْنا

ومنْ وجعٍ بما فينا آشتكيْنا

ظميّ لآبَ من سهرِ الليالي

وظمأى أرخصت للحبِّ عَيْنا

كتبنا في حروف العشق سطراً

وأقسمنا على ماذا نويْنَا ؟

رسمنا وجهَ أيامٍ غوالٍ

ومن نجوى ليالينا انتشيْنا

مزجنا بالدما دمع المآسي

فساح مدامة منها ارتويْنا

حلفنا أن نكون شواظَ حب ّ

ونوراً فيه للساري هديْنا

فماذا قد جرى وأنا اتقادٌ

أرى يا حبّ في عجلِ انتهيْنا

وأنت نسيتني ونسيتِ حرْفي

كأنّك ما سمعْتِ لما حكيْنا

وأنّك لم تذوبي في َّ وجداً

وجيداً فوق جيدٍ قد لويْنا

كأنّا حيث كانَ الدربُ دربي

على صخبِ الهوى فيه انتهيْنا

أدرنا ظهرنا لاشيء تهنا

بصحراء الشجا الرمضا مشيْنا

وأشعْلنا جراحاتِ المرايا



وكنّا عند لحظتِها آنطفيْنا

وكلّ نحو غايته وحيداً

بثوبِ الصمتِ والذكرى مَضيْنا

مضينا لم نعد طفلين نسعى

بكل خميلةٍ فيها آرتميْنا

وماذا ؟ والنداءُ يلح ُّعندي

وأنّا لم نكن فيها عَدوْنا

هنا كنا آحتراقات القوافي

وعند الصبح في مرح ٍ جريْنا

فماذا قد تفارقنا وكنّا

على أطلال ماضينا بكيْنا ؟

وماذا قلتِ والقلبُ اشتِعالٌ

أذا ما الطيرُ سالَ الوردُ عنّا

وماذا للسواقي سوف نحكي

وللأمواج لو عتبت عليْنا ؟

وللصفصاف يهدي حلو ظلٍ

ورمل الشط هش َّ هوى إلينا

وللأعشابِ حنّت للتشاكي

وفيها قد جلسْنا وآختليْنا

وللأطيارِ تتبعُنا آحتفاءً

وكرْز ُالحقل يركض في يديْنا

وكم رقصت لمرآنا الدوالي

وأرض الحبّ في فرحٍ سقيْنا


وماذا لو عليك الناس يوما

تسآءلني على ماذا آنطويْنا ؟

أغيري قد وجدت طريق وصلٍ

وغيري جاء ما كنّا جَنيْنا ؟

رسائلك التي أرسلت عندي

سأحرِقُها ، وأهدمُ ما بنيْنا

بها مأساة عمرٍ ضاعَ هدْراً

ومن صهبائه حزنا رويْنا

وداعاً يا لياليَ كن َّ أحلى

هي الفردوسُ فيها قد أويْنا

فيوماً في غد ٍ ألقاك ثكلى

وصاح اليأس أين الوصل أيْنا ؟

وصوّحَ حقلُ عمرك والتفاني

وفيه بأمسنا الدامي انتمينا

فليلُ الحبِّ ليلٌ نابغيٌّ

به ياما أمانينا رعيْنا


فعيشي قصةً وجديدَ عهدٍ

فإنّا عهدنا الماضي سليْنا

لقد أقسمْتِ يوما لن تخوني

ومهما حاولوا زيْفا ومَيْنا

سلاماً جنّة الدنيا فإني

على ذكراك أحيا العمر ديْنا

فحبك شاغلي وهواك عندي

كتابٌ فيه بالسطْر ابتديْنا

نسيتِ الحبّ يا أملي المدمّى

أنا والشعرُ حبُّك ما نسيْنا

ففي عجلٍ مضى كلّ لدربٍ

كأنّا ما عشقنا واكتويْنا

غدت أحلام ماضينا طلولاً

ومثل الورد من عطش ذويْنا

فقل لي يا حبيبي أي َّ ذنب

على ما كان أو كنّا جنيْنا

أرحني يا فِداكَ ملاذَ نفسي

بهذا الدربِ في البدءِ انتهيْنا



من كلمات الاديب العربي 
خلف دلف الحديثي

هناك تعليق واحد:

  1. قصيده اكثر من رائعه تحياتي للشاعر خلف دلف الحديثي اتمنالك التقدم والتواصل

    ردحذف