الجمعة، 23 نوفمبر 2012

ليلة الزفاف والعروس عذراء ولكن ؟


الليلة الأولى ( ليلة الزفاف ) قد تكون الفاصلة في مجتمع ينظر إلى الزواج بمنظار نجاح هذه الليلة من عدمه، قد نتساءل، هل تؤثر فترة عزوبية الشاب في زواجه، خصوصاً إذا كان متعدد العلاقات؟.. بعضهم يمضي ليلة العرس الأولى براحة تامة، فاصلا بين حياته السابقة، والمقبلة، لكن البعض الآخر وهم كثر، تدفعهم علاقاتهم السابقة إلى مشكلات وبخاصة في هذه الليلة، نتيجة لفقدان الثقة بالنساء، وعدم القدرة على التمييز..


المواطن ناصر كريم أكد أن ليلة زفافه الأولى كانت من أجمل ليالي حياته، ويشير إلى أنه لم يصادف أي مشكلات فيها، بل على العكس كانت الأوضاع فيها هادئة ومريحة لبداية حياة زوجية سعيدة... ويرى كريم أنه من الخطأ أن نحمل الأيام اللاحقة لهذه الليلة مسؤولية فشلها، فقيمة السعادة الحقيقية لا تكمن في الرغبة الجنسية بين العروسين، وإنما بمدى تفهم الطرفين لقدسية العلاقة التي تربطها. من جهته، أشار المواطن محمود الياسري إلى أنه لا يخلو أي مشروع جديد من الإخفاقات أو الترهل أو حتى المشكلات، والزواج مشروع حياتنا، فحتما لن ينجو من ذلك، ولكن علينا التروي والإمساك بزمام الأمور والسيطرة على أي موقف قد يصادفنا، حتى وأن كان خادشاً للرجولة والشرف كما يدعي البعض أو يصفه. العزوبية والعذراء ولو حاولنا الولوج أكثر في ما يعترض هذه الليلة التي تتوجس النساء منها قبل الرجال لوجدنا كما هائلا من المشكلات المصيرية التي تعترض استمرارية الحياة الزوجية هذا إن استمرت من جانب، والفضيحة وربما التعنيف والقتل من جانب آخر... ولنبدأ أولا بالعزوبية والتي قد تكون في نظر بعض الرجال أرحم من الارتباط بامرأة غير عذراء.. بهذه الكلمات يختصر المهندس علي احمد أزمته مع الزواج، ففي رأيه (الرجل المغفل هو من يتزوج هذه الأيام) مطلقاً شتى الصفات القاسية على نساء هذه الأيام، انطلاقاً من تجاربه الشخصية مع فتيات وسيدات كن بطلات علاقاته. حياة زوجية فاشلة كثير من النساء اللواتي يعشِن حياة زوجية فاشلة مع أزواج بسبب تبعات أول ليلة في العرس، حتى تقطعت أوصال الرحمة بينهم، لتقف الواحدة منهن حائرة أمام خيارين أحلاهما مر، هل أستمر في حياة تعيسة ومهينة معه لأجل عائلتي وخوفاً من نظرة المجتمع؟ أم اطلب الطلاق وأنهي معاناتي. قصة الحب التي عاشتها (نور . م) قبل الزواج لم تشفع لحياتها الزوجية بالاستمرار هانئة كما كانت تحلم، إذ تحول الشخص الذي أحبته، من حمل وديع إلى وحش كاسر في ليلتهما الأولى حتى أفاقت من غيبوبة الحب والكلام الجميل، على وضع مؤلم لم تسلم من اتهامها بعذريتها. تقول إن حبيبها وزوجها عصبي جداً وعنيف ويضربها لأي سبب تافه وبسيط، وأن الليلة الأولى لعرسها قضتها معه بشجار لا أول له ولا آخر، كونه يشكك في عذريتها.. وتقول قضيت ثلاث سنوات من حياتي معه وأنا بين الأسى واليأس، لافتة إلى أنها تفضل أن تلوذ بالصمت لتحافظ على بيتها بدل تعرضها للفضيحة. عار الليلة الأولى وبذريعة الشرف يرتكبون الجريمة ويجاهرون بها، كل وسائل القتل مباحة أمامهم: الذبح، الشنق، الوأد، القتل رميا بالرصاص أو خنقاً.. لا فرق .. المهم غسل عار الليلة الأولى (ليلة الزفة) بدماء الزوجة، وتنتهي القضية أمام المحاكم في ملف يحمل عنوان (جرائم الشرف)، ويمنح القاتل (الزوج) عفواً، لكن هل يبرر الشرف ذبح فتاة لم يتجاوز عمرها الثامنة عشرة، لان زوجها أكتشف ليلة زفافها إليه أنها غير عذراء على حد قوله، فتعرضت بسبب هاجسه هذا للضرب والطرد في ساعة متأخرة من الليل، لجأت هذه الفتاة إلى أهلها واستقبلتها والدتها وشقيقاتها بالنواح والبكاء، دخل شقيقها ومن دون أن يعرف تفاصيل القضية انهال عليها بالضرب ومن شدة غضبه سارع إلى المطبخ وسحب سكينا ودسها في جسدها، فارتمت سابحة بدمائها.. لائحة اللواتي سقطن ضحية هذه الليلة تطول يوما بعد آخر وإن سراً، وبين قوانين تشجع على مثل هذه الجرائم، ومجتمعات ينقصها الكثير من الإدراك والوعي، تستيقظ على خبر قتل فتاة على يد شقيقها لغسل العار، والصحيح لإعلان شأن الذكورية في مجتمعنا، وبعض الأمور التي دخلت ضمن حيز التعقيد والتي أثرت بصورة كلية على (ليلة الزفاف) الليلة الأولى في حياة المرأة والرجل تلك الزيجات المنقطعة والمؤقتة كزواج (المتعة والمسيار والزواج النهاري وزواج الانترنيت وزواج الهاتف النقال... والخ)، وربما ينتهج الشباب هذا النوع من الزيجات ظنا منهم أن الحياة يجب أن تتواكب مع أحلامهم وأغراضهم الخاصة. هذه الأنواع من الزيجات تبين مدى جهل الشباب بالحلال والحرام، وافتقادهم من يرشدهم، وبالطبع فهذه مسؤولية الأسرة والمدرسة والجامعة، كما أن الشباب يختفي وراء مسميات وأقنعة لإقامة العلاقات غير شرعية، ترتب انعكاسات هائلة لا بد أن يعاني منها المجتمع في حال لم يواجهه بموضوعية وواقعية وخصوصاً من خلال تقديمات مناسبة تراعي مصلحة الأجيال القادمة. موجة جديدة وتروي نوال الكعبي - التي تعمل في وظيفة حكومية - حكاية ابنة شقيقتها التي تعيش معها، وكيف وصلتها رسالة عن طريق المحمول من شخص مجهول يطلب منها الزواج، فصدقت بما أرسل إليها واتصلت بالرقم، لتقيم علاقة مع هذا الشاب، ويقنعها بأنه أعجب بها وينوي الزواج بها. تؤكد الكعبي، أنه بالرغم من أن ابنة شقيقتها لا تخفي أي أمر عنها، إلا أنها بسبب تشددي في هذا الأمر ورفضي له، بدأت بإخفاء كل شيء عني، وتغير أسلوبها في كل شيء، وبعد الضغط عليها اعترفت بأنه زوجها، وتم زواجهما عن طريق الهاتف النقال، مشيرة الى انه وبعد أن حاولت تدارك الأمر خوفاً من الفضيحة، قابلت هذا الشاب الذي تزوج ابنة شقيقتي عن طريق الهاتف المحمول، لأكتشف أنه لا يتعدى سنهُ (18) عاماً، وغير مؤهل لأن يتحمل مسؤولية بناء أسرة، كما وأنه طالب جامعي في المرحلة الأولى. وتسرد الكعبي معاناتها في إبعاد ابنة شقيقتها عن هذا الشاب، فتقول: هذا الأسلوب في الزواج بدأ يتبعه الكثير من الشباب، للضحك على الفتيات باسم الزواج، حيث أنه يؤكد لها أنه يحبها ولا يستطيع العيش من دونها، لكنه لا يستطيع الاتصال بها أو رؤيتها – وخاصة بعد أن تتعلق الفتاة به – لتضطر هذه الفتاة الى الموافقة على أي أمر يطلبه منها. لافتة إلى أن الموجة الجديدة الآن بأن يتخذ الشباب الدين من ناحية الحلال والحرام، حجة له لتنفيذ ما يريد من الفتاة، إذ يقول لها لا استطيع الاتصال بك لأنه حرام، وبعد تلوع الفتاة من ابتعاده عنها، يطلب منها أن تكون علاقتهما بالحلال، من خلال الزواج عن طريق الهاتف النقال، وبذلك تستجيب الفتاة، كحل لا بد منه، لتتخلص من معاناتها. ممارسات دخيلة من جهتها أكدت الناشطة بحقوق المرأة غيداء وليد، هذه ليست قضية عادية، أنها باعتقادي كسر لحزام عفة الفتاة بطريقة جديدة، وبأسلوب يتحايل عليها لخنق حريتها - خصوصاً إذا كان هذا التحايل يعطي كلمة الفجيعة حين تتصف بالقرارات المصيرية. بملء فمي أقول: هل وصل مفهوم الزواج في مجتمعنا لهذه الدرجة من المهزلة؟ موضحة "في نظري أنها أخطر من باقي الزيجات التي طفت على السطح مؤخراً وبخاصة الممارسات الدخيلة في الزواج التي بالإمكان أن يكون الطرفان مقتنعين بإتباعها وتنفيذها تماماً، وتلك المصيبة، وأما أن تكون مزحة يتحايلون من خلالها على أنفسهم والآخرين لتحقيق غايات أخرى، والمصيبة هنا أعظم". وربما هذا الأمر يجرنا إلى مسألة انتشار هذا النوع من الزواج بين الشباب والفتيات بسبب العديد من المشكلات كان لها أسبابها التي تعود بالدرجة الأساس إلى واقع البلاد. إذ يرى الخبير في مجال علم النفس عامر اليوسفي، أن مجتمعنا العراقي لا يسمح بإنشاء هذه الأنواع من الزواج، ويقف موقفا متشنجا أمامها، باعتبارها تخل بالنسيج الاجتماعي وما لها من تأثير في سمعة الأشخاص. انفلات العرف الاجتماعي ويشير الباحث إلى أن الأسباب التي دعت لشيوعه وانتشاره تعود إلى عدة عوامل مجتمعة منها العامل الاقتصادي، والعامل السياسي وضعف الدولة بشكل عام، حيث أنها أحدثت خللا في التوازن بين الجنسين، كما أن انخفاض مستوى المعيشة وما عانته العائلة العراقية من ركود اقتصادي وحرمان أدى إلى انفلات العرف الاجتماعي ، أما في المقلب الآخر فان بعض مواقف المجتمع العراقي اعتبرت هذا من الزواج أشبه ما يكون بـ"الدعارة". ويلفت اليوسفي إلى أن المناخ الذي ساد النسيج المجتمعي كنتيجة حتمية لوجود جيل من الفتيات غير متزوجات، وجيل من الشباب الذين لا يرغبون أو غير قادرين على الزواج، لتبرز هذه الزيجات كحل بديل ومثير للجدل مستغلا غياب الزواج التقليدي، وعندما تأتي فرصة الزواج التقليدي أو بمعنى أدق الزواج المدني، تضطر الفتاة لإيجاد حلول تبعدها عن الشبهات في كونها فتاة غير باكر. إيجاد حلول، قد لا يكون بالأمر الهين في مجتمع يؤمن بأن زواج المرأة بأكثر من رجل يعد جريمة أو عار. ومن هنا فإن الكثير من النقاد وبخاصة الضالعين في القانون وجدوا إن المرأة في مثل هذه الزيجات تفتقر إلى حقوق الزوجة العادية، وتحذر الخبيرة القانونية نجلاء أمير، من استغلال الفتاة في مثل هذه الزيجات التي تحرمها من كافة حقوقها المتعارف عليها. وتشير إلى أن قانون الأحوال الشخصية في المحاكم العراقية لا يعترف بها. البكارة الصناعية وعفة المرأة ومن هنا وجدت بعض الحلول التي تعد ناجحة باستخدام (غشاء بكارة صناعي) هذا الغشاء مصنوع خصيصاً للعالم الإسلامي الذي يجد في البكارة شرطا أساسيا للزواج، ودليلاً على طهر وعفة الفتاة، أنتج على وفق المصادر من قبل شركة صينية، وتم الترويج له من قبل قطاع الطرق وعصابات التهريب إلى الدول العربية، لم يلحظ أحد هذه السلعة إلى أن تم الإعلان عنها في إذاعة هولندية باللغة العربية ( بي بي سي )، بأنه وسيلة سهلة وبديلة عن العمليات الجراحية في ترقيع وترميم غشاء البكارة. أما عن تفاصيل هذا المنتج، فهو غشاء اصطناعي يتعهد للفتاة بالعذرية بمبلغ لا يزيد على (15 دولارا فقط ). المصادر تقول أنه متكون من قطعتين إحداها توضع في المهبل لتتضخم عندما تتجمع الإفرازات، وبها يغلق المهبل، وتحتوي على مادة سائلة لونها أحمر شبه شفافة تشبه الدم، بعد المجامعة بين العروسين يخرج هذا السائل، ليبرهن للعريس بأن عروسه عذراء! من جهته، سعى أبو زهير وهو صاحب محال تجارية تعنى ب0بيع المستلزمات النسائية، في حديثه إلى تأكيد وجود غشاء البكارة الاصطناعي في أسواقنا، وأنه يتم ترويجه من قبل بعض حمالي البضائع الثقيلة المنتشرين في سوق الشورجة القديمة، محدداً مكان بيع هذا الغشاء في عمارة القادسية الطابق الثاني، التي تخصصت في تجهيز المحال التجارية بالعطور المستوردة والماكياج والمستلزمات النسائية ، فكان من روادها النساء العاملات في (صالونات الحلاقة)، ويوضح أبو زهير أنه يتم الاتفاق معهن على ترويج وبيع هذا الغشاء من خلال علاقاتهن العديدة والمتنوعة بأنواع من النساء اللواتي اعتدن الحضور إلى صالونات الحلاقة باستمرار. الغزو الغربي للموروث الديني والاجتماعي إن التحولات التي جرت على مجتمعات الدول المجاورة مثلت مصدراً مهماً من مصادر إلهام المجتمع العراقي وتمويله بكل ما يحيط به، هذه الكلمات صاحبها هو د. علي ياسر صاحب مذخر أدوية، مؤكداً وجود منتج (غشاء البكارة الاصطناعي) في بعض الصيدليات، حيث يتم بيعه سراً عن طريق موزع أو موزعة يقوم/ تقوم بالترويج له. وعلى ما يبدو ثمة أمور تولد مع تاريخنا، وتحيى مع تفاصيل مجتمعنا، نحاول الحفاظ عليها من التأثير بالعوامل التي تحوط بها، وقد نتفاعل مع الظروف وتُقّلبنا أمواجها، كيفما تشاء، لكنها تبقى راسخة في مواقعها.. وتسخر الناشطة في مجال حقوق المرأة مريم غالب بقولها نحن لم نكد ننتهي من الجدل في كثير من الأمور التي أثيرت في مجتمعنا، والتي تعدها غالب دخيلة على أخلاقنا وتقاليدنا، لما تحدثه من صدمة لكثير من الناس بسبب ما ورد به من غرابة على عالمنا العربي، حتى أطلت علينا حالياً هذه السلع، والتي أكثر شدة وإثارة وغرابة علينا، وتشير إلى أن مثل هذه الأفكار التي تسوق هذه السلع تعد نوعاً من الغزو الغربي للموروث الديني والاجتماعي لنا، بغية ضرب كثير من المعتقدات واللعب على وتر حساس ألا وهو ( شرف المرأة وعذريتها )، فهناك من يريد طمس هويتنا وبخاصة الدينية لأنها من الأشياء التي تميزنا، ولهذا ما يطالبون به ما هو إلا محاولة لإفساد المرأة، ومن ثم الأسرة فالمجتمع اقتداء بتجارب دول أخرى. عمليات الترقيع وفي الواقع فإن قضية غشاء البكارة هي قديمة في مجتمعنا، ففي السابق كان هناك بدل هذا الغشاء، عمليات ترميم غشاء البكارة في مجتمعنا تجري وسط تكتم وسرية لكل من الفتاة والطبيب المختص ، هذا في حالة وجود طبيب مختص ، إذ أن أكثر اللواتي يقمن بعملية الترقيع ويطلق على الواحدة منهن القابلة المأذونة (الجدة)، حيث تؤكد د.سناء اختصاص توليد وجراحة نسائية أن عملية إعادة العذرية لا يوافق عليها القانون في مجتمعنا، فضلا عن أن العرف والتقاليد يرفضانها، وقد قابلنا هذه الحالات التي تزايدت عن السابق لأسباب عديدة رافقتها الظروف التي اجتاحت البلاد من اغتصاب لفتيات، ناهيك عن الزيجات غير المعلنة التي انتشرت حالياً. وتضيف أن هذه من أبرز القضايا التي طرحت بهذا الشأن، مؤكدة أنها ترفض القيام بعمليات الترقيع ما لم تحصل على موافقة الأهل وبتصريح رسمي عن حالة الفتاة كتعرضها للاغتصاب مثلا. أما عن تفاصيل إعادة العذرية تؤكد لنا القابلة المأذونة ( أم علي ) أن عملية ترقيع وترميم غشاء البكارة تختلف تماماً عن منتج ( غشاء البكارة الاصطناعي )، إذ أن الأخير لا يحتاج إلى قابلة مأذونة أو طبيبة مختصة ، بل الفتاة من تقوم بوضعه، مؤكدة أن هناك حالات صعبة جدا لا تنفع معها لا ترقيع الغشاء جراحياً، ولا حتى وضع غشاء بكارة اصطناعي مثلاً كأن يكون اغتصابا عنيفا يولد تمزق الرحم بكامله، وعن اتهام القابلة المأذونة بأنهن يقمن بعمليات ترقيع وخياطة غشاء البكارة مقابل مبالغ نقدية تُقّدر بقيمة ( 500- 750 ) دولارا، لتشتري الفتاة عذريتها، حتى إن لم تتعرض إلى حادث اغتصاب، ومارست الفاحشة برغبتها، تقول ( أم علي ) على ماذا يتهمون القابلات ولماذا؟ وهل القابلات هن فقط من يقمّن بتلك العمليات؟ أذهبوا إلى عيادات الطبيبات وستجدون العشرات من يلجأن إلى هذه العمليات بالذات ، لتؤكد لنا أم علي أن قوانين الطب الحديث في مجتمعنا العراقي قد تغيرت مفاهيمه لدى جيل الطبيبات الجدد، وباتت الغاية الأساسية من مزاولة مهنة الطب لديهن هي الحصول على المال حتى لو كلفهن شرف المهنة. محاكمة عشائرية لا قانونية هناك واقع آخر دقيق وحرج، ينوء تحت وطأة المجتمع، وعشائر تّدعي بأن بناتهن اللائي اكتشف في ليلة زفافهن أن الواحدة منهن غير باكر، قد تعرّضن للخطف، والادعاء بقتل هذه المخطوفة، ليتخذوا من مفهوم (الإرهاب) ما هو أشبه بخيمة خاوية لعارٍ قد يلحق بهم أمد الدهر. هي ظاهرة بدأت بالانتشار ونموذج للحكم بالإعدام ومحاكمة عشائرية لا قانونية، تُمرر على مجتمع أختلط فيه الحابل بالنابل.. وربما لحكاية ( أم . ر )، خير دليل حيث احتشد الجيران على صراخ: خطفوها، خطفوا (ر) أبنتها ذات الـ(19) ربيعاً، ومع الوقت قرر الأب الذهاب إلى أقرب مفرزة أمنية لتقديم بلاغ عن حادثة خطف أبنته والبحث عن مصيرها المجهول، لتأخذ القضية شكلاً آخر من خلف الكواليس قد لا يخطر في بال الأغلبية، فالفتاة التي روّج خبر اختطافها من قبل أسرتها، ما هي إلا محاولة في إبعاد شبح فضيحة ليلة زفافها!.. وكأنها حكايات وقصص أبطالها فتيات في مقتبل العمر، لا يجد الأهل سوى عبارة (الخطف) للتخلص من فضيحة الليلة الأولى من زواجهن، فالمجتمع قد يتعاطف مع الخطف ولكنه لن يرحم مسألة العفة والشرف. سطوة التقاليد وتأهيل النساء من جهتها أشارت مسؤولة دائرة العمليات الطبية والخدمات المتخصصة عن مشروع التأهيل النفسي في وزارة الصحة الدكتورة سناء طارق سلمان إلى أنها قدمت دراسة شاملة عن النساء ، ووجدت إن نسبة العنف الجسدي والجنسي ما يقارب (10%) من خلال دراسة أجريت على نساء عراقيات، لافتة إلى التحديات التي تواجه مشاريع تأهيل النساء للتخلص من العنف الموجه إليهن تقع تحت سطوة التقاليد العشائرية في المجتمع. إلى ذلك أكدت عضو لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي إيمان الوائلي أن مسألة ليلة الزفاف ومشكلاتها المتوارثة من حيث غسل العار والقتل وغيره أمر لا تعنى به وزارة الصحة العراقية بقدر تعلقه بالحقوق الإنسانية والمدنية . وتنفي الوائلي وجود أي إحصائيات أو نسب توضع عدد النساء اللائي تعرضن للقتل بسبب الليلة المشؤومة. المحاكم المدنية من جهته يقول الخبير القانوني مجيد الجبوري إن حكايات ليلة العرس الأولى لا تنتهي، وكثيرة هي قضايا ليلة العرس الأولى والتي تكون في العادة محور جرائم القتل (وغسل العار) التي يعمد إليها العريس أو شقيق العروس أو عشيرتها، لأن ليلة العرس الأولى لم تختم ببصمة عذريتها. ويوافقه الرأي الخبير القانوني ليث التميمي، حيث أكد أن المحاكم العراقية تعج بمثل هذه القضايا وبخاصة اتهام الزوجة بعذريتها، بسبب الليلة الأولى، ومما لا شك فيه أن مفاعيل التحرك السياسي الكبير والصراعات الداخلية والخارجية بفعل الزمان والمكان العراقي بعد عام 2003، كان مردها الأول والأخير على النواحي الاجتماعية بالرغم من حدوث تغيرات على كافة الأصعدة، ويرتبط هذا عادة بالانزلاق التدريجي في المستوى الاقتصادي وفقدان القائد والذي نعني به ولي الأمر والمعيل، إضافة إلى الخوف من المصير المجهول وغيرها الكثير من مخلفات الحروب كتعرض مئات الفتيات للاغتصاب. (كل أناء بما فيه ينضح) مثل عربي ذكرته الخبيرة في علم النفس الاجتماعي سناء عبود في مقدمة رأيها حول الموضوع، على حسب الفكرة التي يتبناها الشخص ورؤيته للأمور، يتحدد مدى تمسكه بمبدأ أو أسلوب ما في حياته، فإذا كان متشعباً بفكرة: أن معظم النساء منحرفات، فإن هذا هو الذي يحدد كيف يتخلص من الفكرة، وقد تسيطر عليه بصورة مرضية (وسواسية) وتصبح حاجزاً كبيراً، وعقبة تحول بينه وبين إعطاء أي امرأة الثقة لفترات طويلة، وقد تمر سنوات من عمره لا يستطيع الفكاك من هذه الفكرة، وعندما يتزوج ويدخل ليلته الأولى تزداد هذه الشكوك وربما تصل لاتهام العروس بعذريتها في حال إبداء أي سلوك أو تصرف منها لا يعجبه. من ناحية أخرى تقول سناء: إذا كان الزوج لديه نضج عقلي وانفعالي ورؤية واضحة للأمور، ونوع من التقويم الصائب للمواقف، فيستطيع أن يعرف أن هناك الصالح والطالح، ووجود نماذج سيئة لا يعني انعدام النماذج الصحية، وبالتالي يستطيع الحكم على الأمور في مرحلة من حياته، ويخرج من أسر فكره، أي يخرج من فكرة التعميم السلبي. وتعتبر عبود أن طبيعة المجتمع الذكوري هي المسؤولة بدرجة كبيرة عن تنامي هذه المفاهيم، حيث إن طبيعة النظرة الشرقية إلى المرأة، هي التي تحدد إلى درجة كبيرة فكرة الرجل عن المرأة، من حيث الزواج وليلته العرس الأولى، لتبقى نظرتنا إلى الفتاة أو المرأة في مجتمعنا مرتبطة بالمفاهيم السائدة لدينا. مصادر وتقارير وفي ضوء المعطيات يؤكد القاضي ( هـ . ا ) أن مسألة تعرض الفتيات للخطف والاغتصاب ليست بالجديدة على المجتمع العراقي حيث أنها ظهرت بعد عام 2003، التي أفرزت العديد من المشكلات كانت لها أسبابها التي تعود بالدرجة الأساس على زواج الفتاة المغتصبة. وتشير المصادر إلى أن ضحايا الحروب التي خاضها العراقيون خلال العقدين الماضيين كثيرة، وإن أحصت المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان النساء كأكثر المتضررين من الحرب إلا أن إحصاءات ودراسات حديثة تظهر أن الرجال كانوا في الواقع الخاسر الأكبر من الحروب. وتعكس نتائج الاستطلاع الذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء ودائرة تخطيط القوى العاملة التابعة لوزارة التخطيط، الخوف الكبير الذي يعتري الكثير من العراقيات بعد تعرض عدد غير قليل منهن، وخصوصا طالبات الجامعات، إلى الخطف والتهديد والاغتصاب على أيدي عصابات إجرامية في مناطق مختلفة من العراق خلال السنتين الماضيتين. ووفقاً للمصادر فالمؤكد أن العنف العشوائي، قد أثر سلباً على المجتمع ككل، وقد عانت المرأة العراقية بدرجة أكبر، حيث استُهدفت في سياق الخطف والاغتصاب على أيدي مليشيات مسلحة، حتى صارت بعد كل هذه السنوات تزداد التصاقاً بالمنزل، بعيداً عن الحياة العامة.. وفي المنزل، كثير من النساء لسن في أمان، بسبب تنامي ظاهرة العنف المنزلي في مجتمع يعاني من فقدان الأمن والبطالة. وقد قدرت وزارة التخطيط العراقية مستويات البطالة الكلية بـ25% في العام الماضي، في حين أشارت تقديرات غير رسمية إلى أنها بلغت 30%. عانت المرأة العراقية، ليس باعتبارها حصيلة العنف، بل أيضاً بسبب أنظمة قائمة على انتهاك الحقوق، وبعد عقد من الزمن، أظهر تحليل الأمم المحتدة، بأن 14% فقط من العراقيات إما يعملن أو يبحثن عن عمل. ومنذ العام 2008 انخفض عدد النساء الناشطات في قوة العمل العراقية، مقابل ارتفاع معدل البطالة بينهن. وذكرت المصادر أن حوادث الاغتصاب قد لا تمثل (1%) من حجم الجرائم المماثلة التي تتعرض لها المعتقلات البريئات في السجون، وقالت أن هناك أعدادا كبيرة من المعتقلات تستمر عملية احتجازهن لا لشيء إلا لاغتصابهن رغم وجود أمر قضائي بإطلاق سراحهن. وفي دراسية مسحية أجرتها منظمة الصحة العالمية ذكرت فيها أن نسبة (21،2%) من النساء العراقيات تعرضن للعنف العائلي، وعجزن عن مراجعة الأجهزة الأمنية لخوفهن من عنف تلك الأجهزة وممارسات الفساد فيها. ووفقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين يعيش ما لا يقل عن (2،2) مليون نسمة كنازحين داخل العراق في أوضاع مهينة. ولا شك إن المرأة هي أكثر المتضررين من الهجرة والنزوح لما ينتجه من تفكك العائلات والقضاء على شبكات الأمان والاتصال وسلخ النساء من واقعهن مع تغير نمط حياتهن وأوضاعهن النفسية، خاصة وان خروجهن تم بعد تعرض احد أفراد أسرهن للقتل أو تعريض المرأة أو عائلتها للتهديد، وتدهور وضع الأسرة والمرأة الاقتصادي في الغربة ما دفع بعضهن لممارسة البغاء أو مزاولة أعمال تحط من قيمتهن وكرامتهن الإنسانية، وهذا ما كشفته منظمات عديدة خارج وداخل العراق. في المقابل، فقد عانت النساء الشابات على وجه الخصوص من آثار دمار الدولة العراقية التي وفرت التعليم مجانا. وفي حين تدهورت الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في السنوات الأخيرة، كان معدل معرفة القراءة والكتابة بين الإناث البالغات 87% العام 1985، وفقاً لليونيسيف، بينما ارتفعت الأمية بين الشابات في المناطق الريفية في العراق إلى أكثر من 50% حالياً. كما وتشير المصادر إلى أن الفتيات الصغيرات محرومات من مرحلة الطفولة ويرثى لحالهن في مواجهة ارتفاع ظاهرة الزواج المبكر وممارسة البغاء، وخصوصاً بين مجتمعات اللاجئين في الدول المجاورة... في حين أن العديد من الأصوات البارزة في المجتمع المدني العراقي تنطلق من المرأة، إلا أنها بقيت ضعيفة في مجال التمثيل السياسي. وهذا ما سبب "غضب" كثير من النساء، وفقاً للكاتبة والناشطة العراقية هيفاء زنكنة... إلى ذلك فقد شكت وزيرة الدولة لشؤون المرأة - ابتهال الزيدي - من عجزها عن فعل أي شيء لصالح المرأة العراقية











مجلة أماليد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق